د محمد عمارة يتحدث عن: موقف الإسلاميين من الغرب وأسباب ظاهرة الإسلاموفوبيا ..

مرحبا بك نشكرك على زيارتك ويهمنا ان تعطينا رايك في ما يعرض في هذه المدونة

محاضرات في الفكر الإسلامي



بسم الله الرحمن الرحيم

نحاول في هذه الورقات توضيح مدى أهمية تحديد المصطلحات والمفاهيم والألفاظ في زيادة الفهم لكونها مفاتيح العلوم والمعارف والأفكار،  بالإضافة إلى ذلك تحديد مجموعة من المقومات والخصائص وسنقف على القدر الذي اتفق عليه الباجثون في هذا الميدان.
عرف ابن منظور في لسان العرب الفكر بقوله : الفكر، والفكر : أعمال الخاطر في الشيء (…) والتفكر اسم التفكير، ومنهم من قال فكري. وقال الجوهري : التفكر: التأمل [1].
 وعرفه الفيروز آبادي بقوله : الفكر، بالكسر ويفتح، أعمال انظر في الشيء كالفكرة [2]
يقول جميل صليبا : "وجملة القول أن الفكر يطلق على الفعل الذي تقوم به النفس عند حركتها في المعقولات، أو يطلق على المعقولات نفسها، فإذا أطلق على فعل النفس دل على حركتها الذاتية، وهي النظر والتأمل، وإذا اطلق على المعقولات دل على المفهوم الذي تفكر فيه النفس"[3]
التأصيل القرآني للفكر:
 لقد وردت مشتقات الفكر في القرآن الكريم في عدة مواضع بصيغة الفعل، ولكثرثها نذكر منها قوله تعالى :
أ- (وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [4]
ب- (إنه فكر وقدر)[5]
ج- (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله، وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون)[6].
الفكر الإسلامي:
معنى أن الفكر ناتج عن إمعان النظر في مصادر الإسلام من قِبل المسلمين عبر العصور المختلفة. فهو الفكر الذي أتى نتيجة تفاعل المسلمين عبر العصور مع الإسلام؛ كالفقه، وعلم أصول الفقه، وعلم أصول الحديث، وعلم أصول الدين (العقيدة) ، وعلم الأخلاق، وعلم التربية، وعلم التفسير ... الخ.
يكون الفكر إسلامياً في الحالات الآتية:
1.                عندما يكون المفكّر مؤمناً بالإسلام ومقتنعاً بمبادئه.
2.                عندما يُعمِل المسلمُ فكره في المصادر الإسلاميّة، ويكون نتاجه الفكري مؤسسا على هذه                                                          المصادر، والتي هي الأصول.
3.                عندما يُعمِل المسلم فكره في المصادر غير الإسلامية، ولكنه يستند في تقييمه وأحكامه ومواقفه إلى أساسيات الإسلام عقيدة وشريعة.
وعليه لا يكون فهم المستشرقين الدارسين للإسلام، ولا استنباطاتهم، ولا أحكامهم، فكراً إسلامياً. وكذلك لا يعتبر فكر المسلمين المتاثرين بأصول الفلسفات غير الإسلاميّة فكراً إسلامياً.
من مقومات الفكر الإسلامي:
المقوم الأول: التوحيد.
‌أ.                   توحيد الربوبيّة: فهو وحده، سبحانه، الخالق الرازق الواهب... والمربّي لعباده.
‌ب.              توحيد الألوهية: لأنّه وحده الرب الحقيقي فينبغي أن يكون وحده المعبود (المألوه).
‌ج.               توحيد الأسماء والصفات:
فالله هو وحده المتصف بصفات الكمال. والمسلم يُثبت لله  هذه الصفات وينزهه عن كل نقص، ويؤمن بأسماء الله وصفاته التي ثبتت بالقرآن والسنّة، من غير تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه. ولا نَصفُ الله تعالى إلا بما وصف به نفسه.
التعطيل: نفي الصفات، كما يفعل المعتزلة؛ فهم ينفون أن تكون لله صفة سمع أو صفة إبصار غير الذات. ويقولون: إنّ الله تعالى بصير بذاته وسميع بذاته. ومن هنا نشأت مسألة خلق القرآن عند المعتزلة؛ فقد زعموا أنّ الله تعالى لا يتكلم وإنما يخلق الكلام، فالكلام الذي سمعه موسى، عليه السلام، مثلاً، لم يتكلم به الله تعالى، وإنما خلقه الله تعالى في الشجرة.
التكييف والتشبيه: إثبات كيفيّة للصفة، وتشبيهها بصفات المخلوقين.
 جاء في الآية 11 من سورة الشورى: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"؛ فالخالق سبحانه منزه عن المثيل، وهو متصف بصفات الكمال. [7]
بعض مآخذ القرآن الكريم على أهل الكتاب في مسألة التوحيد:
جاء في الآية 17 من سورة المائدة:" لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح ابن مريم ...". وجاء في الآية 72 من سورة المائدة:" لقد كفر الذين قالوا إنّ الله هو المسيح ابن مريم، وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربّي وربكم، إنّه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنّة، ومأواه النار وما للظالمين من أنصار". وجاء في الآية 73 من سورة المائدة:" لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة، وما من إله إلا إله واحد ...". وجاء في الآية 30 من سورة التوبة:" وقالت اليهود عزير ابن الله، وقالت النصارى المسيح ابن الله، ذلك قولهم بأفواههم، يضاهئون قول الذين كفروا من قبل ...". وجاء في الآية 31 من سورة التوبة:" اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيحَ ابن مريم، وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً، لا إله إلا هو، سبحانه عمّا يشركون".
المقوم الثاني: ربّانية المصدر والقيم:
عندما يكون المصدر هو الرّب فإن ذلك يعني:
1. انسجام هذا الفكر مع الفطرة؛ لأنّ الذي خلق هو الذي أنزل. وأي خروج على مبادئ الدين يعني التناقض مع الخلق، مما يؤدي إلى حدوث الخلل، كما هو الأمر، مع الفارق في التمثيل، عندما نخالف أوامر الصانع الذي أرسل إلينا بما يُسمى بـ(الكاتالوج)، فكيف عندما يكون الصانع هو الخالق، الكامل في قدرته وعلمه وحكمته؟!
 2. استناد هذا الفكر إلى الحقيقة المطلقة، مما يجعله الأقرب إلى الصواب، والأبعد عن الخطأ والزلل.
 3. قوة فعل هذا الفكر في المجتمعات، لاستناده إلى الإيمان، حيث لا سلطة على الضمير إلا للدين. وواقع الناس يثبت أنّ الإيمان بالله هو من أقوى دوافع الالتزام على مستوى مجموع البشر.
المقوم الثالث: وحدة الدنيا والآخرة.
فصلاح دنيا المرء يؤدّي إلى صلاح آخرته، وصلاح آخرته مشروط بصلاح دنياه. وهذا يعني أنّ الإيمان بالآخرة يؤدّي إلى صلاح الدنيا. وفي الوقت الذي يكفر فيه الإنسان بالآخرة فإنّه يفقد مسوّغ وجوده في الدنيا، ولا يجد نفسه بعد ذلك ملزماً بالقوانين والقيم والأخلاق، فتصبح المصلحة الفرديّة هي المحرّك والمسوّغ والقيمة والمبدأ. وواقع المجتمعات الماديّة يثبت ذلك؛ فأنت ترى أنّ الفلسفة النفعيّة هي الفلسفة التي يقوم على أساسها واقع هذه المجتمعات.
مثال توضيحي:
          عندما ينقطع التيار الكهربائي عن التلفاز فإنّ كل قطعة في هذا التلفاز تفقد معناها ووظيفتها، وكذلك الأمر في حياة البشر عندما تنقطع الصلة بالدين، وعلى وجه الخصوص بالآخرة، فكل شيء يفقد عندها معناه، حتى الحياة، وتصبح القيم والمبادئ في مهب الريح، لأنها تفقد سلطتها على الضمير، الذي يشكّل مرجعيّة عليا لها. واليوم تقف الفلسفات الماديّة عاجزة عن إقناعنا بمسوّغ وهدفيّة الحياة بكل ما فيها.[8]
قضية للنقاش:
إنسان مادي، لا يؤمن بالآخرة، ويريد أن ينتحر، كيف يمكن أن تقنعه بعدم الانتحار من غير أن تستخدم الدين وسيلة للإقناع؟!
خصائص الإسلام:
أولاً: الشمول والكمال
فهو شامل لجميع نواحي الحياة. ومن هنا يلاحظ المسلم أنّ في الإسلام إجابة عن كل سؤال، أي أنّ هناك حكماً شرعياً لكل حركة وسكنة.
مثال:
إذا أراد المسلم أن يتزوج يجد أنّ هناك أحكاماً للخطبة، ثم أحكاماً للزواج. وإذا حملت زوجته يجد أنّ هناك أحكاماً للجنين، ثمّ أحكاماً للمولود، ثم هناك أحكام للحضانة والرضاع، وهناك تفصيل لأحكام تربية الأولاد، وتفصيل لأحكام النفقات، وأحكام الأسرة. وفي حالة اختلاف الزوجين هناك أحكام للقضاء، فإذا رغبا في الانفصال فهناك أحكام للطلاق، فإذا مات أحدهما فهناك أحكام للجنائز، ثم هناك تفصيل للميراث ... وهكذا إلى درجة أنك لا تصل إلى طريق مسدود. فهذا هو الشمول والكمال.
ثانياً: الواقعيّة
يُقسم الدين إلى عقيدة وشريعة؛ أما العقيدة فهي الجانب النظري الإخباري من الدين. وأمّا الشريعة فهي الجانب العملي منه. وعليه فواقعيّة العقيدة تعني مطابقة الفكرة للواقع، أي صدقيّتها. ومن معاني واقعيّة العقيدة الإسلاميّة أنّها تراعي فطرة الإنسان وقدراته العقلية فلم تكلفه بما لا يطيق عقله. من هنا نجد أنّ أساسيات العقيدة الإسلامية تُدرك ببساطة من قِبل الصغير والكبير، والعالم وغير العالم، ولا يضطر المسلم إلى أن يسلك متاهات الفلسفة ليقيم الدليل على صدق عقيدته؛ فالله واحد سميع عليم بصير...الخ.
أما واقعيّة الشريعة، فمن معانيها أنها تنطلق في معالجاتها من فطرة الإنسان، على نقيض المدارس المثاليّة التي تكلف الإنسان ما لا يطيق، وعلى نقيض المدارس الماديّة العبثيّة التي لا تراعي خَلق الإنسان وخصائصه وفطرته.
فعنما قسّم الإسلام الميراث، مثلاً، راعى الفطرة وواقع الإنسان، على نقيض ما نجده اليوم في المجتمعات العلمانية. وعندما شرّع الطلاق راعى الفطرة وواقع الإنسان أيضاً، على نقيض الشرائع التي حظرت الطلاق بحجة المحافظة على الأسرة.
ومما يجدر التنبيه إليه أنّ الإسلام جاء ليغيّر من الواقع السلبي. من هنا نجد أنّ الإسلام يرفض إقرار الواقع المنحرف عن الفطرة، ويعمل على الارتقاء بالناس إلى واقع ينسجم مع أصل الفطرة. أما الفلسفات المعاصرة فاللافت أنها تُشرّع للواقع بغض النظر عن ارتقائه أو انحطاطه. وعليه، فالواقعيّة التي تعني إقرار الواقع بسلبياته وإيجابياته هي واقعيّة مرفوضة إسلامياً.[9]
قضايا للنقاش:
واقعيّة العقيدة الإسلاميّة في مسألة توحيد الخالق.
واقعيّة الشريعة الإسلاميّة في مسألة إباحة تعدد الزوجات.
ثالثاً: التوازن أو الوسطيّة
الوسطية تعني الخيريّة، فلا إفراط ولا تفريط؛ فالشجاعة وسط بين التهوّر والجبن. والكرم وسط بين البخل والتبذير. وقد جاء في القرآن الكريم في الآية 29 من سورة الإسراء:" ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط"؛ فهذه وسطيّة فيها توازن.
وورد في صحيح البخاري:" جاء ثلاث رهط إلى بيوت أزواج النبي، صلى الله عليه وسلم، يسألون عن عبادة النبي، عليه السلام، فلما أخبروا كأنّهم تقالّوها فقالوا: أين نحن من النبي، صلى الله عليه وسلم، قد غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر. قال أحدهم:  أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً. فجاء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال:" أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني" . وهذه أيضاً وسطية فيها توازن، ثم هي واقعية تراعي حاجات الإنسان الفطرية.
 وقد وازن الإسلام في تشريعاته بين ثنائيّات منها: العقل والقلب، والمادة والروح، والدنيا والآخرة، ومصالح الفرد ومصالح المجموع، كل ذلك في وسطيّة متوازنة. وإليك هذه المقارنة بين وسطيّة الإسلام وتوازنه من جهة، وتطرف الفكر البشري وعدم توازنه من جهة أخرى:
1) الفلسفة:                                  تركيز على العقل وإهمال للقلب.
    مدارس التصوف المختلفة:                تركيز على القلب وإهمال للعقل.
    الإسلام:                                   العقل والقلب معاً.
2) المدارس المادّية:                            تركيز على الحياة الدنيا.
    النصرانية ومثيلاتها:              تركيز على الآخرة.
    الإسلام:                                   وحدة الدنيا والآخرة.
3) المدارس المادّية:                            تركيز على المادّة.
    المدارس الروحية:                          تركيز على الروح.
    الإسلام:                                   توازن بين الروح والمادة.
4) الرأسمالية:                                 تركيز على الفرديّة.
   الاشتراكيات:                              تركيز على الجماعيّة.
   الإسلام:                                    موازنة بين مصالح الفرد ومصالح
معنى آخر للتوازن:
لدينا لوح من الخشب تمّ وضعه على قاعدة مُدببة، ومن أجل توازنه جعلنا نقطة الارتكاز في مركز لوح الخشب. فإذا قمنا بالضغط على نقطة الارتكاز يبقى التوازن قائماً، وكلما ابتعدنا عن المركز نحتاج إلى التخفيف من الضغط حتى يبقى التوازن قائماً. ولا شك أنّ أبعد نقطة عن المركز قد لا تحتمل أي نوع من الضغوط وإلا اختل التوازن.
وفي عالم الفكرة: إذا قمنا بإعطاء القضايا المركزيّة والأساسيّة اهتماماً أكبر، وقمنا في المقابل بإعطاء القضايا الهامشيّة اهتماماً أقل، بحيث يتناسب ذلك مع بعدها عن المركز، نكون بذلك قد أحدثنا توازناً في التعامل مع الأمور المختلفة. أمّا إذا عاملنا الأمر الهامشي كما نعامل المركزي فإنّ التوازن عندها يختل لصالح الأمور الهامشيّة.[10]
رابعاً: الثبات والمرونة
العقيدة ثابتة، لأنّها أخبار، والخبر الصادق ثابت. ومن علامات الكذب عدم ثبات الخبر في المسألة الواحدة. أما الشريعة فهي ثابتة في الأسس، وهي أيضاً مرنة لكونها تفتح باب الاجتهاد. ومن اللافت أنّ النصوص الشرعيّة منها ما هو قطعي في دلالته فلا يحتمل أكثر من معنى، وبالتالي لا يحتمل الاجتهاد، ويغلب أن يكون ذلك في النصوص التي تُشرّع أساسيات العقيدة والشريعة. في المقابل هناك نصوص تحمل دلالات مختلفة، وبالتالي فهي قابلة للاجتهاد والاستنباط والتفريع.
ولا تقتصر المرونة على قابلية الاجتهاد، بل نجد أنّ تقسيم الأحكام الشرعيّة إلى فرض، وواجب، ومندوب، وحرام، ومكروه، ومباح، فيه مرونة ورحمة بالإنسان. وكذلك الأمر في تشريع الرخص التي تستجلبها الظروف والأحوال؛ فتشريع الصيام في رمضان، مثلاً، لا يعني أنه يجب الصيام في كل الظروف والأحوال. وفرض الحج على كل مسلم مرهون بالاستطاعة ... الخ.
قضية للنقاش:
في نظام الحكم الإسلامي هناك بعض الثوابت، وهناك بعض المتغيرات.
خامساً: العموم والعالميّة
فالإسلام نزل لكل فئات الناس، بغض النظر عن طبقاتهم، وهو أيضاً للبشرية جمعاء إلى يوم القيامة؛ جاء في الآية 28 من سورة سبأ:" وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً ..."، وجاء في الآية 158 من سورة الأعراف:" قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً ...".
أما قبل نزول الإسلام فقد كانت الرسالات خاصّة، وذلك نظراً لحاجة المجتمعات إلى ذلك في طفولتها وصباها. وعندما قاربت الأمم أن تبلغ رشدها جاءت الرسالة العامّة. وبمضي الوقت أدّت الخصوصيّة في الرسالات، بالإضافة إلى غفلة الناس عن الدين الحق، إلى ظهور فكرة شعب الله المختار، والتي عادت فانقرضت إلا ما بقي عند اليهود من مخلّفات هذه العقيدة.
وقد تميّز الإسلام عن باقي الأديان بأنّ خطابه موجّه إلى كل فئات الناس وطبقاتهم. أمّا باقي الملل فنجدها تجعل الناس طبقات، وتؤمن بالكهنوت ورجال الدين، ويختلف خطابها الديني من طبقة إلى أخرى؛ فرجل الدين يُطلب منه الكثير من الالتزامات التي لا تطلب من غيره، وهذا يجعله متميزاً أيضاً على غيره من فئات الناس. ومثل هذا الأمر يعزز وجود الطبقات التي يتسلط بعضها على بعض.
سادساً: الإيجابية
أي أنّ الآثار المترتبة على الإيمان بالفكرة الإسلاميّة، والمترتبة على ممارستها، هي آثار طيبة ونافعة ومجدية. ويمكن من خلال إبراز هذه الخصيصة أن تتحصل لدى الكثيرين القناعة بالفكرة الإسلاميّة، لأنّ الغالبية من الناس تُحاكم الأفكار على ضوء نتائجها وآثارها المحسوسة. واليوم نجد أنّه يسهل على الناس أن يحكموا على الفلسفة الغربيّة من خلال الواقع الاجتماعي وما ينبثق عنه. مع ملاحظة أننا لا نتكلم عن العلم وما نتج عنه من تكنولوجيا، لأنّ العلم وما نتج عنه هو أمر عام لا يخص أمة أو حضارة بعينها.[11]
قضية للنقاش:




[1] -ابن منظور = لسان العرب = مادة فكر.
[2] - الفيروز آبادي = القاموس المحيط = مادة فكر.
[3] -جميل صليبا = المعجم الفلسفي-ج 2- ص 156- (دار الكتاب اللبناني-بيروت-1982).
[4] - سورة الجاثية-آية 13
[5]  - المدثر/18
[6] - الحشر/21
[7]. للمتابعة يمكن الرجوع إلى:
1.       شرح العقيدة الطحاوية، زهير الشاويش، المكتب الإسلامي، بيروت، ط6، 1400 هـ
2.       الإيمان، محمد نعيم ياسين، الجامعة الأردنية، عمان، 1978م
3.       القبسات السنية، صلاح الخالدي، دار القلم، دمشق، ط1، 2000م
4.       الإرشاد إلى صحيح الإعتقاد، صالح الفوزان، شركة النور، فلسطين، ط8، 1423هـ
[8]. للمتابعة يمكن الرجوع إلى:
1.       نظام الإسلام العقيدة والعبادة، محمد المبارك، دار الفكر، دمشق، 1981م
2.       عقيدة المسلم، محمد متولي شعراوي، مكتبة التراث الإسلامي، القاهرة، ط1، 1983م
[9]. للمتابعة يمكن مراجعة:
1.       أصول الدعوة، عبد الكريم زيدان،
2.       دراسات في الفكر العربي الإسلامي، إبراهيم زيد وزملاؤه، دار الفكر، عمان، 1988م
[10]. للمتابعة يمكن مراجعة:
1.       ثقافة المسلم بين الأصالة والتحديات، موسى الإبراهيم، دار عمار، عمان، ط1، 1998م
2.       الثقافة الإسلامية، عزمي طه السيد وزملاؤه، دار المناهج، عمان، ط1، 1996م
[11]. للمتابعة يمكن مراجعة:
1.       دراسات في الفكر العربي الإسلامي، محمود أبو عجمية وزملاؤه، دار الهلال، عمان، ط1، 1990م
2.       دراسات في الثقافة الإسلامية، صالح هندي، دار الفكر، عمان، ط4، 1983م

د محمد عمارة يتحدث عن: موقف الإسلاميين من الغرب وأسباب ظاهرة الإسلاموفوبيا ..

تعرف على قصة قلم الرصاص

المتابعون