د محمد عمارة يتحدث عن: موقف الإسلاميين من الغرب وأسباب ظاهرة الإسلاموفوبيا ..

مرحبا بك نشكرك على زيارتك ويهمنا ان تعطينا رايك في ما يعرض في هذه المدونة

الجمعة، 14 أغسطس 2009

القيم الدينية في مواجهة تأثيرات ثورة المعلوماتية



کامل الهاشمي
تتميز المجتمعات المتدينة والمحافظة بوجود حساسية مفرطة لديها تجاه كل ما يمكن أن يمس قيمها وأعرافها وتقاليدها، أو بتعبير آخر: تجاه "مكونها الثقافي، ومن البين أن المتجتمعات الإسلامية رغم التشوهات التي لحقت بمكونها الثقافي، إلا أنها ضلت مرتهنة في ظواهر حياتها وشؤونها العامة- على أقل تقدير- لأحكام الشريعة الإسلامية، وبالرغم من مواجهة المجتمعات الإسلامية لظواهر طارئة عليها في ما يرتبط بالأعراف والعادات الإجتماعية والمعيشية، إلا أنها كثيرا ما كانت تستوعب هذا الدخيل الوافد وتهضمه، معيدة تشكيله وإنتاجه حسب ما يتوافق مع مساراتها الحياتية، بحيث لا يبدو الوافد متميزا ومنفكا عن الأصيل، وقد استمر المنوال على هذا الحال إلى العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر الميلادي، وبدايات القرن العشرين الميلادي، وهي الفترة التي شهدت تحولا كبيرا وخطيرا في مسار التفاعل بين الشرق الإسلامي والغرب المسيحي العلماني على مستوى الأفكار والمفاهيم، والقيم والعادات، بحيث برز لأول مرة في تاريخ العالم الإسلامي ما يمكن أن يطلق عليه بحق وحقيقة: "إشكالية الغزو الثقافي".وبطبيعة الحال كانت القيم الدينية كما هي قائمة ومستلهمة في الواقع المعيشي للمسلمين هي الأكثر عرضة لمحاولات الإقصاء والهجوم والإزاحة، قد اشتدت وتيرة هذه الواجهة في ظل ما يسمى بثورة المعلومات التي شهدتها الفترة الأخيرة من القرن الميلادي المنصرم، وهكذا أضحت القيم الدينية في مهب الريح، فهي اليوم بالعديد من الإشكاليات في ظل أنظمة التواصل المعلوماتي التي أفرزتها تقنية الحداثة وما بعد الحداثة في مجتمعات لا تتوفر على إنسجام فكري ونفسي وسلوكي مع منظومة الحداثة، وقد أوجدت حالة فقد التوافق والإنسجام مع فروضات وضرورات العصر وضعية مضطربة ما برحت ذات المسلم المعاصر ترزح تحت وطأتها، ولعل السبب الأساس في هذه الوضعية هو افتقاد المسلم قدرة التكيف مع ضرورات الزمن التي باتت تسبقه وتستقطب اهتماماته من دون أن يتمكن من مواجهتها والتحكم فيها، وفي ظل هذه العلاقة الملتبسة مع العصر بكل تداعياته أصبح لدينا مجموعة من الإشكاليات التي تستدعي مجموعة من الحلول المقاومة، ولأجل توضيح هذه الإشكاليات مع حلولها المنظورة نقول:الإشكالية الأولى: وهي إشكالية معرفية فكرية تتمثل في إخفاقات المعرفة الدينية التقليدية، بمعنى أن هناك العديد من المجالات المعرفية المستجدة التي تخلفت أو تلكأت المعرفة الدينية عن مجاراتها والإهتمام بها، مما جعلها خارج إطار اهتمام منتجي المعرفة الدينية من علماء وباحثين وكتاب، وقد انغلقت الثقافة الدينية في كثير من الأحيان على اهتماماتها التقليدية الخاصة، فأصبحت تكرر معالجة إشكاليات قديمة وميتة لا حياة فيها، وكأن الزمن قد توقف عند لحظة تاريخية لم يحدث بعدها أي تغيير ثقافي أو تطور معرفي، مما يبرر لهذه الثقافة الدينية ومنتجيها اجترار نفس الإشكاليات المثارة في العصور القديمة مع أجوبتها المملة التي لم تشهد هي الأخرى أي تغيير، ربما حتى أسلوب العرض والتعبير.والحل المنظور لهذه الإشكالية يتمثل في ضرورة الإسراع في مهام تطوير المعرفة الدينية في ما يرتبط باهتمامات الإنسان المعاصر، وفي مختلف الشؤون والمجالات، ولا سيما المجالات التي ظلت بعيدة عن بؤرة الإهتمام الديني المعرفي بها كما هو الشأن بالنسبة إلى موضوعة "إدارة المعرفة"، والتي تشهد تطورات ملحوظة، وقفزات مذهلة، في الوقت الذي تتداخل المنظومة المعرفية في مختلف تخصصاتها مع بعضها البعض، مما صار يستوجب مزيدا من الإطلاع، وضرورة تكوين صياغة معرفة شمولية، لا تستبعد من اهتماماتها أي مجال من مجالات العلم والمعرفة.الإشكالية الثانية: وهي إشكالية شعورية نفسية تتجسد في تهاوي القيم الأخلاقية المنغلقة التي صارت تغلف أحاسيسنا وتمنعنا من التنفس والتفاعل مع ما يدور من حولنا، وقد تحطم الجدار السميك لهذه الأحاسيس واخترق من قبل الآخر الفاعل والمؤثر، ففي ظل صيحات التغرب، والحداثة، وما بعد الحداثة، والعولمة، والعلمنة، و...، و... فقد عالمنا الإسلامي كل قدراته على المواجهة والتماسك، ولا سيما أن الطرف المقابل يعمل وفق إطار منظم، بينما بلي هذا العالم الإسلامي البائس بتجربة كل الأطر الفوضوية، والتي كان مجيء وتفعيل كل واحد منها يزيد من إحباطات المواطن، ويدفعه لمزيد من اليأس لتتحطم كل قدرات المواجهة والتحدي عنده على صخرة العزم والإصرار والقوة التي يقذفه بها الآخر، والذي يتباين معه في قيمه وأخلاقياته وعاداته، وكان الوقوع في هذا المحذور على مقتضى الحال الذي قال عن الإمام أمير المؤمنين (ع): (ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا).والحل المنظور في هذا الشأن لا شك أنه معقد ومتعب، لأنه لا يمكن لأية منظومة أخلاقية من القيم أن تبقى بعيدة عن التأثر بما يدور حولها من تغيرات، ولاسيما إذا ما كانت التغيرات تأتي متسارعة وعاصفة وشاملة، وهذا ما يستوجب تطويرها وتحديثها وترقيتها وتطعيمها بعناصر جديدة تنشط فاعليتها، وربما كان الصراع في دائرة القيم الأخلاقية- رغم أنه يترتب على الصراع الأول- أكثر أهمية في حسم الصراع بين الأطراف المتنازعة، وفرض توجهات المعركة الحضارية بيننا كمسلمين وبين الغرب، لأننا ندرك أن المبادئ الفكرية والأيديولوجيات العقيدية تفرض نفسها في كثير من الأحيان على الساحة الإجتماعية لا من موقع مما تتمتع به من واقعية وعلمية في فكرها وطروحاتها، وإنما عبر ما تتوفر عليه من دافعية تنافسية قادرة على اكتساح ما يقف في طريقها، مفصحة عن عزم أصحابها وأتباعها على يجدوا لهم مساحة أكبر تحت ظل الشمس.الإشكالية الثالثة: وهي إشكالية مظهرية عملية تتمثل في انفلات السلوكيات العملية وتحررها وتبدل المعايير الإجتماعية للقيم والطبائع والعادات والأعراف، وهو أمر طبيعي في ظل استحكام سيطرة منظومة القيم الوافد والدخيلة، ورغم أننا اليوم نستفيق على هذا الإنفلات السلوكي في كل شؤون الحياة الذي يتماهى في الكثير من أفراد وجماعات عالمنا المسلم مع القيم الغربية الدخيلة، إلا أن هذه الإستفاقة ربما يمكن القول أنها قد تأخرت كثيرا، وبعد أن تغلغل الآخر إلى أعماقنا متجاوزا كل الخطوط الحمراء، وملغيا كل إمكانات الردع والمقاومة، التي أبدتها الذات المسلمة في مراحل المواجهة الأولى، مما أفسح المجال لإستتمام مراحل تغيير الذات المنفعلة وإعادة تشكيلها بما يتلائم ويتوافق مع القيم الوافدة، والتي أضحت تهيمن على رغم أنوف الجميع على صياغة كل مظاهر الحياة ونواحيها.والحل المنظور في هذا الشأن يستدعي تطوير إمكانيات المواجهة بين منظومتين حضارتين متضاربتين أشد التضارب، وهنا يتبلور مبدأ التدافع بوصفه مبدأ أساسي يحكم العلاقات المتدافعة والرغبات المتضاربة بين بني الإنسان، إذ يقول تعالى: (... ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) [البقرة 251]، وما يمكن أن يضيفه مثل هذا النص القرآني لو عينا الديني المطلوب بمعادلة الصراع الإنساني والتدافع البشري هو التأكيد على أن التدافع يخضع في منطقة الأخير لمبدأ إلهي يقوم على التمييز والتمحيص من جهة، وعلى حسم النهاية لصالح مبادئ الخير والصلاح من جهة أخرى، ولا شك أن مثل هذا الوعي يجدد لدى الذات الواعية حوافز المواصلة والإستمرار، والنهوض من جديد بعد كل انتكاسة مهما طالت واستمرت، وليس أمام من يريد تغيير طبيعة المعادلة التي تحكم العلاقة بينه وبين الآخر، ومن أجل أن يكسب المعركة إلا أن يكون في صف القادر على كل شيء، والذي قدم لنا كل ضمانات النصر عبر قوله سبحانه: (إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتو كل المؤمنون). [آل عمران 160

"لست ادري" من اجمل قصائد شاعرالمهجر الكبير ايليا ابو ماضي


جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت
ولقد أبصرتُ قدامي طريقاً فمشيت
وسأبقى ماشياً إن شئتُ هذا أم أبيت
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي
؟ لست أدري
وطريقي ما طريقي؟ أطويلٌ أم قصير؟
هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور؟
أأنا السائر في الدرب؟ أم الدرب يسير؟
أم كلانا واقف والدهر يجري؟
لست أدري؟
أجديدٌ أم قديمٌ أنا في هذا الوجودْ؟
هل أنا حرٌّ طليقٌ أم أسيرٌ في قيودْ؟
هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقودْ؟
أتمنى أنني أدري ولكن
لست أدري
ليت شعري وأنا في عالَم الغيب الأمينْ
أتراني كنت أدري أنني فيه دفينْ؟
وبأني سوف أبدو وبأني سأكون؟
أم تراني كنت لا أدركُ شيئاً؟
لست أدري
أتراني قبلما أصبحت إنساناً سويَّا
أتراني كنت محواً؟ أم تراني كنت شيَّا؟
ألهذا اللغز حلٌّ؟ أم سيبقى أبديَّا؟
لست أدري ،
ولماذا لست أدري؟
لست أدري
قد سألت البحر يوماً :
هل أنا يا بحر منكا؟
هل صحيحٌ ما رواه بعضهم عني وعنكا؟
أم ترى ما زعموا زوراً وبهتاناً وإفكا؟
ضحكت أمواجه منِّي وقالت :
لست أدري
أيها البحر أتدري كم مضت ألفٌ عليكا؟
وهل الشاطئ يدري أنه جاثٍ لديكا؟
وهل الأنهارُ تدري أنها منك إليكا؟
ما الذي الأمواج قالت حين ثارت؟
لست أدري
أنت يا بحر أسيرٌ آهِ ما أعظمَ أسرَكْ
أنت مثلي أيها الجبّارُ لا تملكُ أمرَكْ
أشبهَتْ حالُك حالي وحكى عذريَ عذرَكْ
فمتى أنجو من الأسْرِ وتنجو؟
لست أدري
ترسلُ السُّحبَ فتسقي أرضَنا والشجرا
قد أكلناكَ وقلنا قد أكلنا الثمرا
وشربناكَ وقلنا قد شربنا المطرا
أصوابٌ ما زعمنا أم ضلالٌ
لست أدري
قد سألتُ السحْبَ في الآفاقِ هل تذكرُ رملَكْ؟
وسألت الشجرَ المورِقَ هل يعرفُ فضلَكْ؟
وسألتُ الدرَّ في الأعناقِ هل تذكرُ أصلَكْ؟
وكأنِّي خلتها قالتْ جميعاً:
لست أدري
يرقصُ الموجُ وفي قاعِكَ حربٌ لن تزولا
تخلقُ الأسماكَ لكنْ تخلقُ الحوتَ الأكولا
قد جمعتَ الموتَ في صدركَ والعيشَ الجميلا
ليتَ شعري أنتَ مهدٌ أم ضريحٌ؟
لست أدري
كم فتاةٍ مثلِ ليلى وفتىً كابنِ الملوَّحْ
أنفقا الساعاتِ في الشاطئ تشكو وهْوَ يشرحْ
كلَّما حدَّثَ أصغتْ وإذا قالتْ ترنَّحْ
أحفيفُ الموج سِرٌّ ضيَّعاهُ؟
لست أدري
كم ملوكٍ ضربوا حولَكَ في الليلِ القبابا
طلعَ الصبحُ ولكنْ لم تجدْ إلا الضبابا
ألهم يا بحرُ يوماً رجعةٌ أم لا مآبا؟
أهمُ في الرملِ قال الرملُ : إنِّي
لست أدري
فيك مثلي أيها الجبّارُ أصدافٌ ورملُ
إنَّما أنت بلا ظلٍّ
ولي في الأرضِ ظلُّ إنَّما أنت بلا عقلٍ
ولي يا بحرُ عقلُ فلماذا يا تُرى أمضي وتبقى؟
لست أدري
يا كتابَ الدهرِ قلْ لي ألهُ قبلٌ وبعدُ؟
أنا كالزورقِ فيهِ وهْوَ بحرٌ لا يُحدُّ ليس لي قصدٌ
فهلْ للبحرِ في سيريَ قصدُ؟
حبَّذا العلمُ ولكنْ كيف أدري؟
لست أدري
إن في صدريَ يا بحرُ لأسراراً عجابا
نزلَ السترُ عليها وأنا كنتُ الحجابا
ولذا أزدادُ بُعداً كُلَّما ازددتُ اقترابا
وأراني كلَّما أوشكتُ أدري
لست أدري
إنني يا بحرُ بحرٌ شاطئاهُ شاطئاكا
الغدُ المجهولُ والأمسُ الذانِ اكتنفاكا
وكلانا قطرةٌ من ذا وذاكا
لا تسلني ما غدٌ ما أمسِ إنِّي
لست أدري
قيل لي في الدير قومٌ أدركوا سرَّ الحياةْ
غيرَ أني لم أجدْ غيرَ عقولٍ آسناتْ
وقلوبٍ بليتْ فيها المنى فهْيَ رفاتْ
ما أنا أعمى فهل غيريَ أعمى؟
لست أدري
قيلَ أدرى الناسِ بالأسرارِ سُكّانُ الصوامعْ
قلتُ إن صحَّ الذي قالوا فإنَّ السرَّ شائعْ
عجباً كيف ترى الشمسَ عيونٌ في براقعْ
والتي لم تتبرقعْ لا تراها
لست أدري
إن تكُ العزلةُ نُسكاً وتقىً فالذئبُ راهبْ
وعرينُ الليثِ دَيرٌ حُبُّه فرضٌ وواجبْ
ليت شعري أيميتُ النسكُ أم يُحيي المواهبْ؟
كيفَ يمحو النسكُ إثماً وهْوَ إثمُ ؟
لست أدري
إنني أبصرتُ في الديرِ وروداً في سياجِ
قَنعتْ بعد الندى الطاهرِ بالماءِ الأُجاجِ
حولَها النورُ الذي يُحيي وترضى بالدياجي
أمن الحكمةِ قتلُ القلبِ صبراً؟
لست أدري
قد دخلتُ الديرَ عند الفجرِ كالفجرِ الطروبْ
وتركتُ الديرَ عند الليلِ كالليلِ الغضوبْ
كان في نفسيَ كربٌ صارَ في نفسيْ كروبْ
أمن الديرِ أم الليلِ اكتئابي؟
لست أدري
قد دخلتُ الديرَ أستنطقُ فيه الناسكينا
فإذا القومُ من الحيرةِ مثلي باهتونا
غلبَ اليأسُ عليهم فهُمُ مستسلمونا
وإذا بالبابِ مكتوبٌ عليه
لست أدري
عجباً للناسكِ القانتِ وهْوَ اللوذعيْ
هجرَ الناسَ وفيهمْ كلُّ حُسنِ المبدِعِ
وغدا يبحثُ عنهُ في المكانِ البلقعِ
أرأى في القفرِ ماءً أم سراباً
لست أدري
كم تماري أيُّها الناسكُ في الحقِّ الصريحْ
لو أرادَ اللهُ أنْ لا تعشقَ الشيءَ المليحْ
كان إذ سوّاكَ سوّاك بلا عقلٍ وروحْ
فالذي تفعلُ إثمٌ قال إني
لست أدري
أيُّها الهاربُ إنَّ العارَ في هذا الفرارْ
لا صلاحٌ في الذي تفعلُ حتى للقفارْ
أنت جانٍ أيُّ جانٍ قاتلٌ في غيرِ ثارْ
أفيرضى اللهُ عن هذا ويعفو؟
لست أدري

د محمد عمارة يتحدث عن: موقف الإسلاميين من الغرب وأسباب ظاهرة الإسلاموفوبيا ..

تعرف على قصة قلم الرصاص

المتابعون