د محمد عمارة يتحدث عن: موقف الإسلاميين من الغرب وأسباب ظاهرة الإسلاموفوبيا ..

مرحبا بك نشكرك على زيارتك ويهمنا ان تعطينا رايك في ما يعرض في هذه المدونة

مدخل للمدرسة الفقهية المالكية بالمغرب

بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين نبينا المصطفى المبعوث رحمة للعالمين، الذي بيّن للنّاس الدين، وفقههم في أمور دينهم، فكان أول الفقهاء عن رب العالمين، وأقام العلماء بعده مقامه فكانوا بذلك ورثته في الفقه. وبعـد: ففي كل قطر من آفاق العالم الإسلامي، فقهاء متميزون، امتازوا بمواهب وعبقريات، وسجلت أسماؤهم في قائمة عظماء التاريخ، وجهابذة العلم، فأصبحوا نجوما لامعة ومصابيح ساطعة تتلألأ في كبد السماء، فأنتجوا أعمال مبهرات، سادوا بها الأفاق، فكان السادة المالكية أأمت، استقروا حيت غربت الشمس فأضاءوا لأهل المشرق الطريق، فبنو لأنفسهم مجدا لا يطرأ عليه التلاشي ولا النسيان، وخلد ذكرهم على مر السنين وتعاقب الأزمان، فكانوا بحق ورثة الأنبياء. والحق أن يعرف لكل صاحب حق حقه ولكل صاحب فضل فضله قال صلى الله عليه وسلم "لا يشكر الله من لا يشكر الناس"[1]. وقال المختار السوسي في كتابه الشهير سوس العالمة إذا أفادك إنسان بفائدة من العلوم فأدِّ من شكره أبدا وقل فلان جزاه الله صالِحة أفادنيها وخل الكبر والحسدا فإني أشكر من فتح لنا هذا الباب للإطلاع على جانب مهم من تاريخ بلادنا المغرب. كما أشكر كل من له الفضل علي. تمهيد : لمحة عن انتشار المذهب المالكي . لقدا انتشر مذهب الإمام أنس بن مالك الأصبحي الحميري أبو عبد الله (93- 179هـ ) في جهات من أنحاء العالم عن طريق تلاميذه الذين تجاوز عددهم الألف، ومع كثرتهم فقد كانوا من أصقاع مختلفة ، ولما رجعوا إلى بلدانهم حملوا معهم ما كانت تتمتّع به شخصية الإمام مالك العلمية من ازدواجية معرفته، القائمة على علمي الحديث والفقه، ونبوغه فيهما، فكما كان إماما في مدرسة الحديث، كـان إماما في مدرسة الفقه، فأخذ تلاميذه معهم موطّأه، وهو حصيلة جهده في جمع السنة النبوية، ونقد مروياتها « ومزجه بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين، وبوّبه على أبواب الفقه... فكان كتابا حديثيا فقهيا جمع بين الأصل والفرع[2]»، وبذلك حملوا معهم فقهه وأقواله وأصوله . إلاّ أنه لم يكتب للمذهب المالكي الاستقرار والبقاء طويلا في بلاد المشرق مثلما تمّ لـه ذلك ببلاد المغرب، فقد ذكر القاضي عياض: أن المذهب المالكي غلب على أهل الحجاز ومصـر وبلاد أفريقيا والأندلس، وصقلية والمغرب الأقصى، وما جاوره من بلاد السودان، وظهر ببغداد ظهورا كبيرا ، وضعف بها بعد أربعمائة سنة، وضعف بالبصرة بعد خمس مئة سنة ، وغلب في خرسان على قزوين وظهر في نيسابور، وكان لـه وبغيرها أتباع وأئمة ومدرسون، وكان ببلاد فارس، وانتشر ببلاد اليمـن، وكثير مـن بـلاد الشام[3]. فقد استقر أولا بالقيروان على يد علي بن زياد التونسي[4]، وأبي سعيد عبد الرحيم بن أشرس [5]، وأبي عمرو البهلول بن راشد [6].[7] يقول القاضي عياض: « وأما أفريقية وما وراءها من المغرب فقد كان الغالب عليها في القديم مذهب الكوفيين[8] إلى أن دخل علي بن زياد، وابن أشرس والبهلول بن راشد، وبعدهم أسد بن الفرات، وغيرهم بمذهب مالك فأخذ به كثير من الناس ولم يزل يفشو إلى أن جاء سحنون فغلب في أيامه وفضّ حلق المخالفين واستقرّ المذهب بعده في أصحابه فشاع في تلك الأقطار إلى وقتنا هذا ...»[9]. وكان أهل الأندلس قبل دخول المذهب المالكي على مذهب الأوزاعي، إمام الشام [10] الذي نقله عامة الفاتحين الشاميين إلى الأندلس . المبحث الأول : بـداية ظهور المذهب المالكي بالمغرب والأندلس . فقد لقي المذهب المالكي قبولا حسنا في بلاد الشمال الإفريقي وبـلاد الأندلس، فكان ظهور مذهب الإمام مالك في هذه البلدان قد بدأ وانتشر في حياته –رحمه الله - فتكونت مدرسة بلاد الشمال الإفريقي [11]. فكان لكل مدرسة مميزاتها متمثلةً في انفراد كل مدرسة بما رووا عن الإمام مالك، كما لها فقهائها المعتمدين من أتباع مالك ولها من الأمهات والمصادر ما يخصها ، كما تقوم كلها على أساس واحد هو " موطأ " مالك، ويرجع الفضل في مدرسة المغرب إلى علي بن زياد. قال سحنون: لو أن التونسيين يسألون لأجابوا بأكثر من جواب المصريين. يريد علي بن زياد وابن القاسم.[12] ولسحنون فضله. ومدرسة المغرب والأندلس تتميز عن غيرها في التأصيل والتفريع، والتقعيد داخل المذهب. كما أن حسنات أهل المغرب ترجع إلى الإمام العلامة يحي بن يحي الليثي فقد أخد عن مالك إلى أن توفي ثم أخذ عن ابن القاسم وابن وهب يقول إتباع ابن القاسم في رأيه رشد. واتباع ابن وهب في أثره هدى. وكان يحيى جمع مسائل، سأل عنها أشهب وابن نافع وغيرهما من أصحاب مالك، وكتبها عنهم...، - ومن فقهه رحمه الله – أن وقع الأمير عبد الرحمان على جارية له في يوم من رمضان ثم ندم، وبعث في يحيى وأصحابه، فسألهم. فبادر يحيى وقال: يصوم الأمير، أكرمه الله شهرين متتابعين. فلما قال ذلك يحيى: سكت القوم. فلما خرجوا سألوه لم خصه بذلك دون غيره مما هو فيه، تخير من الطعام والعتق؟ فقال لو فتحنا له هذا الباب وطىء كل يوم وأعتق. فحمِّل على الأصعب عليه لئلا يعود.[13] فصار لكل مدرسة منهجها وأسلوبها الخاص في الاستنباط يلائم الظروف المحيطة بها، مماأوجد آراء فروعية قد تخالف بعض أقوال مالك، إلاّ أن اجتهاداتهم وتخريجاتهم كانت في الغالب قائمة على ما يعتقدون اتفاقه مع قواعد مذهب إمامهم و أصوله. المطلب الأول العوامل التي ساعدت على ظهور المذهب وقد تضافرت مجموعة من العوامل التي مهدت الطريق لهذا المذهب بالاستقرار في هذه البلاد منها: أولا:العامل النفسي: أثرالإمام مالك بن أنس على المغاربة بسيرته العطرة وحسن معاملته فقد كان شديدالعناية بطلبة العلم عموما والمغاربة خصوصا، بل كان يثني عليهم ويقول: إنَّ أهل الأمن والذكاءوالعقول من أهل الأمصار ثلاثة: المدينة ثم الكوفة ثم القيروان. قال ابن عمران كان يجل ابن غانم وإذا جاءه أقعده إلى جنبه ويسأله عن أخبار المغرب وإذا رآه أصحابه قالوا شغله المغربي عنا[14]. وقال عبد الله بن أبيحسان اليحصبي: فلم أزل عنده مكرَّما (أي مالك). وأما المغاربةفلم يكن يزدريهم * كما فعل زُفَرُ بن الهذيل تلميذ أبي حنيفة * الذي كان يزدري عبدالله بن فَرُّوخٍ للمغربية[15]. ويتجلى تقدير الأمام مالكلهم بأن جعل المسألة لا ترد عليه وعبد الله (بن فروخ) حاضر إلا قال: أجب يا أبا محمد، فيجيب. ثم يقول مالك: هذا كما قال، ثم التفت مالك إلى أصحابه فقال: هذا فقيه المغرب[16]، وسعيد بن أبي هند الطليطلي لقي مالكا وكان مكرِما له، فقد سماه الحكيم، وكثيرا ما كان يسأل عنه قائلا: « ماذا فعل الحكيم الذي عندكم بالأندلس، لكلمة سمعها منه، وهي أن قال مالك يوما: ما أحسن السكوت وأزينه بأهـله ! فقال ابن أبي هند: وكل من شاء سكت يا أبا عبد الله ؟ فأعجبت مالكا كلمته » [17]. فكان لسلوكه هذاالأثر الحسن في نفوس المغاربة، ومما ساعد على نمو هذه العلاقة تفسير العلماء لحديثالنبي صلى الله عليه وسلم *( يُوشك أن يَضرِب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة ) [18]، فقال العلماء إنّ مالكا هو المقصود بالحديث [19]. ثانيا: العامل الاجتماعي: وهو ما عبرعنه ابن خلدون بقوله: " فالبداوة كانت غالبة على أهل المغرب والأندلس، ولم يكونوا يعانون الحضارة التي لأهل العراق، فكانوا إلى أهل الحجاز أميل لمناسبة البداوة. ولهذا لم يزل المذهب المالكي غضاً عندهم، ولم يأخذه تنقيح الحضارة وتهذيبها كما وقع في غيره من المذاهب[20]. وهذا التشابه بين العربي و البربريفي الأنفة وحب الذات، فالبيئتان صنعتا نفسيهمابأنفسهما دون تأثير كبير من بيئات أجنبية على عكس بيئات إسلامية قريبة كالعراقوالشام التي صنعت شخصياتها من حضارات وافدة ومجاورة. ثالث: العاملالجغرافي: وهذا العامل يتمحور حول موقع المدينة المنورة مقر الإمام مالك رحمه الله، و دور موسم الحج في التلقي على الإمام إذ يعتبر الحجدورة سنويا يجتمع فيه المسلمون من كل الأقطار لأداء فريضة الحج وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة والصلاة في مسجده. قال القاضي عياض : « وأما أهل الأندلس فكان رأيهم، مذ فُتِحت، على رأي الأوزاعي، إلى أن رَحل إلى مالك : زياد بن عبد الرحمن، و قرعوس بن العباس ، والغازي بن قيس ومن بعدهم، فجاءوا بعلمه وأبانوا للناس فضله واقتداء الأئمة به، فعرف حقه ودرس مذهبه» [21]. كما أن للمكان _المدينة_ وزنه في نفوس المغاربة، وكذالك لجلوس مالك قرب قبرالنبي * صلى الله عليه وسلم، * وفي مسجده * صلى الله عليه وسلم * وهو يحدث عنه ويرويعنه فيتمثلونه في مقاٍم عالٍ جداً ، *فيؤثر ذلك على أنفسهمتأثيرا إيجابيا ؛وهذا مما ساعد على انتشار مذهب الإمام مالك - رضي الله عنه -. رابعا: العامل السياسي. جاء في الاستقصا: « رأيت في بعض التآليف في سبب ظهور مذهب مالك بالأندلس والمغرب أنّ حجّاج المغرب والأندلس قدموا على مالك - رضي الله عنه - بالمدينة ، فسألهم عن سيرة عبد الرحمان بن معاوية المعروف بالداخل، فقيل له :« إنه يأكل الشعير ويلبس الصوف ويجاهد في سبيل الله »، فقال مالك :« ليت الله زيّن حرمنا بمثله »؛ فنقم عليه بنو العباس هذه المقالة وكان ذلك سبب توصّلهم إلى ضربه في مسألة الإكراه كما هو مشهور، وبلغت مقالته صاحب الأندلس فسرّ بها، وجمع الناس على مذهبه فانتشر في أقطار المغرب من يومئذ...»[22]. بل هناك من بالغ في ادعائه كالإمام بن حزم رحمه الله، إذ قال: « مذهبان انتشرا في بدء أمرهما بالرئاسة والسلطان: مذهب أبي حنيفة...ومذهب مالك عندنا بالأندلس، فإن يحيى بن يحيى كان مكينا عند السلطان مقبول القول في القضاء وكان لا يلي قاضٍ في أقطار بلاد الأندلس إلاّ بمشورته واختياره، ولا يشير إلاّ بأصحابه ومن كان على مذهبه، والناس سرّاع إلى الدنيا والرئاسة، فأقبلوا على ما يرجون بلوغ أغراضهم به »[23]. فهذه الأسباب وغيرها جعلت المغاربة يتشبتون بالمذهب، مثل ما قال ابن التبان لونشرت بين اثنين ما خالفت مذهب مالك أو مثلما تعبر عنه بعض الأمثال الشعبية الشائعة: "سيدي خليل والألفية، الحكمة ثمة مخفية" وليست هذه كل الأسباب التي أدت إلى انتشار المذهب. المبحث الثاني: بداية ظهور المذهب المالكي بالمغرب والأندلس واستقراره. المطلب الاول: بداية ظهور المذهب المالكي بالمغرب والأندلس فالمذهب المالكي عرف طريقه نحو المغرب والأندلس في حياة الإمام مالك، وقد قيل: « إن زياد بن عبد الرحمن المعروف بشبطون هو أول من أدخل فقه مالك إلى الأندلس » [24].وقد قيل أن أول من أدخل موطأ مالك بن أنس إلى المغرب هو عامر بن محمد بن سعيد القيسي على عهد المولى إدريس الثاني، وقد اشتهر أن أول من أدخل كتاب الموطأ للأندلس يحيى بن يحيى الليثي. أما ابن فرحون فقد ذهب إلى أن الغازي بن قيس ، هو أول من أدخل موطأ مالك ، وقراءة نافـع إلى الأندلس . فالاختلاف في هذه الروايات لا يضر إذ يمكـن التوفّيق بينها، فأولية كل واحد منهم لها اعتبارها الخاص وقيمتها فكل منهم قد وضع حجرا في بناء المذهب بالمغرب. وعموما فبداية ظهور المذهب المالكي بالأندلس كانت في عهد عبد الرحمن بن معاوية ( 138- 172 هـ) على يد جماعة من الفقهاء الذين كان لهم دور مهم في إرساء مذهب مالك ونشره بين تلامذتهم لما تصدّروا مجالس التدريس بعد عودتهم من الرحلة. المطلب الثاني: أسباب تمسّك أهل الأندلس بالمذهب المالكي. إن تمسّك المغاربة بالمذهب المالكي وإيثاره على غيره من المذاهب، لم يكن مجرد تقليدٍ محضٍ أو أمرا اتفاقيا، فإصرار علماء المغرب والأندلس، ومن ورائهم سواد الأمة، كان له أسباب وعوامل؛ لذلك سأحاول إبرازها باختصار لاشتراكها مع ما سبق[25]. 1- اعتماد المذهب على علمين جليلين، علم الحديث وعلم الفقه ويظهر ذلك جليا في كتابه الموطأ. 2- رسوخ الأصول والقواعد التي بنى عليها مالك مذهبه، يقول ابن تيمية : « من تدبّر أصول الإسلام وقواعد الشريعة وجد أصول مالك وأهل المدينة أصح الأصول والقواعد »[26]. 3- الأصول الاجتهادية عند مالك: كإجماع أهل المدينة ، وقول الصحابي، والمصلحة المرسلة، والعرف، والعادات، وسد الذرائع، والاستصحاب، والاستحسان، ومراعاة الخلاف، وكثرة هذه الأصول جعلته المذهب أكثر مرونة، وتوسعة، ورفعا للمشقة وأقرب إلى واقع الناس مع اختلاف أعرافهم وعاداتهم. 4- وحديث يُوشك أن يَضرِب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة ) [27]، فقال العلماء إنّ مالكا هو المقصود بالحديث [28] 5- فقد كان للإمام مالك من التلاميذ ما لم يكن لغيره من الأئمــة وهذا بفضل طول مكث صاحب المذهب في الإقراء والإسماع ، مما أتاح أن يكون له تلاميذ كثر فقـد وصل عددهم إلى أكثر مـن لألف . 6- دور تلامذته: قال ابن تيمية [29] : « لما انتشر مذهب مالك بالأندلس ، وكان يحيى بن يحيى بالأندلس والولاة يستشيرونه، فكانوا يأمرون القضاة ألاّ يقضوا إلاّ بروايته عن مالك ». 7- المنافسة بين فقهاء المالكية وأتباع مذهب الأوزاعي في أول الأمر، كان دافعا لتخلي أتباع الأوزاعي عن مذهبهم والانتقال إلى مذهب مالك. 8- تشابه بيئتي الحجاز والأندلس من الناحية الاجتماعية وهو الذي عبّر عنه ابن خلدون بقوله: " فالبداوة كانت غالبة على أهل المغرب والأندلس، ... فكانوا إلى أهل الحجاز أميل لمناسبة البداوة[30]. 9- وجملت هذه القواعد جعلت الأمير الحاكم المستنصر يكتب إلى أحد فقهاء الأندلس قائلا: « كل من زاغ عن مذهب مالك فإنه مَنْ رِيْنَ على قلبه وزيّن له سـوء عمله ، و قـد نظرت طويلا في أخبار الفقهاء و قرأت ما صنّف من أخبارهم إلى يومنا هذا فلم أر مذهبا من المذاهب غيره أسلم منه ، وإنّ فيهم الجهمية والرافضة والخوارج والمرجئة والشيعة ؛ إلاّ مذهب مالك ما سمعت أنّ أحدا ممن يتقلد مذهبه قال بشيء من هذه البدع فالاستمساك به نجاة إن شاء الله »[31] . المبحث الثالث: مصنفات المالكية في المغرب الإسلامي المطلب الأول: الأمهات لقد حظيت المدرسة المالكية بعلماء صنفوا منذ وقت مبكر على منهج الإمام مالك صاحب الموطأ، أمثال ابن القاسم وأشهب وابن وهب وغيرهم، ثم اعتنى تلاميذهم من بعدهم بتلك المدوّنات الفقهية فرتبوها وأصّلوا لها، كما هو الشأن بالنسبة لسحنون في مدونته، وابن حبيب في واضحته، وابن المواز في موازيته، وإسماعيل القاضي في مبسوطته، وغيرهم كثير.. إلاّ أن الذي حاك في الصدر أنّه لم يصلنا من هذا الكم الهائل إلاّ قلة قليلة، قد تضافرت عوامل جمّة على إتلافه وحرقه، من أهمها. - الخلافات الطائفية والصراعات الفقهية - استيلاء الجهال على سدّة الحكم - الاستعمار أي الاستخراب بأنواعه وألوانه إن الناظر في تراث السادة المالكية لا يجد إلا أسماء دون مسميّات وعناوين من غير مؤلفات، يقول عمر الجيدي "ففي خلافة أبي يوسف يعقوب الموحدي انقطع علم الفروع وخافه الفقهاء، وأمر بإحراق كتب المذهب بعد أن جرد ما فيها من حديث وقرآن فأحرق منها جملة في سائر البلاد كمدونة سحنون وجامع ابن يونس ونوادر ابن أبي زيد القيرواني ومختصره وكتاب التهذيب للبرادعي وواضحة ابن حبيب، وما جانس هذه الكتب ونحا نحوها، وهي أجود ما ألف في فقه المالكية ... و قد شوهد عند الإحراق كتب الفروع يؤتى منها بالأحمال، فتوضع ويطلق فيها النار "[32]، ومع كل هذا الرزايا التي نزلت بهذا العلم إلاّ أنّ هذا لم يثنهم، بل عمدوا الى مدارسة العلوم وحفظ الفنون حتى كان منهم من يحفظ الأمهات[33] [34]. إذا قلنا أن المتقدمين قد حفظوا المذهب وجمعوا تراثه، فإن المؤسف أنّ كثيرا من تراث المدرسة المالكية بالمغرب ما يزال مخطوطا بالخزائن العامة والخاصة، ينتظر من ينفض عنه غبار الزمان. إن فقهاء المدرسة المالكية قد أحاطوا بعلم الفقه فصنفوا فيه الأمهات والموسوعات والمختصرات والشروح والحواشي والمنظومات. أمهات المدرسة المالكية ثلاثة وهي: أ- المدونـة(المختلطة): للإمام عبد السلام سحنون المتوفى سنة 240هـ ، وهي أكثر كتب المذهب دراسة وتعليقا وشرحا واختصارا، قال سحنون يوصي تلاميذه بها "عليكم بالمدونة فإنّها كلام رجل صالح وروايته...وهي بمنزلة أم القرآن من القرآن تجزي في الصلاة عن غيرها، ولا يجزي غيرها عنها"[35].طبعته الأولى طبعت بمطبعة السعادة عام1323هـ. ب-الواضحـة: لعبد الملك بن حبيب المتوفى سنة 238 هـ أشهر فقهاء الغرب الإسلامي، لمّا بلغ سحنون خبر وفاته قال "مات عالم الأندلس، بل والله عالم الدنيا"[36] ألّف واضحته في الفقه والسنن مقتفيا فيها منهج الإمام مالك، الجامع بين الفروع والأصول[37]. ج-العتبية أو المستخرجة: لمحمد بن أحمد بن عبد العزيز العتبي القرطبي المتوفى سنة 254 هـ كان حافظا للمسائل جامعا لها عالما بالنوازل كان ابن لبابة يقول "لم يكن أحد هاهنا يتكلم مع العتبي في الفقه، ولا كان أحد بعده يفهم فهمه إلاّ من تعلم عنده"[38]. المطلب الثاني: أهم مصنفات المدرسة المالكية في الغرب الإسلامي أمّا التأليف فقد بذل فيه المغاربة جهدا لا يقارن، ونشطوا فيه نشاطا لا يقاوم، فأخرجوا كما هائلا ، ما طبع منها هو نزر يسير إذا ما قورن بما لا يزال حبيس الأدراج وسجين الرفوف ينتظر أن تمتد له يد الرعاية تحقيقا ونشرا: 1-التهذيـب: لأبي سعيد خلف بن القاسم الأزدي المعروف بالبرادعي من حفاظ المذهب. 2- النوادر والزيادات: أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني المتوفى سنة 386هـ حاز رئاسة الدين والدنيا وإليه كانت الرحلة من الأقطار، ونجب أصحابه، وكثر الآخذون عنه[39]. 3- الجامع لمسائل المدونة والمختلطة وزياداتها ونظائرها وشرح لما أشكل منها: لابن يونس أبو بكر محمد بن عبد الله بن يونس التميمي الصقلي المتوفى سنة 451هـ، كان إماما عالما فرضيا[40]. 4-التبصرة: لأبي الحسن علي بن محمد الربعي القيرواني المعروف باللخمي المتوفى سنة 478هـ، كان فقيها فاضلا ديّنا متفننا ذا حظ من الأدب[41]. 5- البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل في مسائل المستخرجة:لأبي الوليد محمد بن رشد المعروف بابن رشد الجد المتوفى سنة 520 هـ، المعترف له بصحة النظر وجودة التأليف ودقة الفقه، وكان إليه المفزع في المشكلات[42]. 6- شرح التلقين :للإمام أبى عبد الله محمد بن علي بن عمر التميمي المازري المتوفى سنة 536 يعرف بالإمام، وهو إمام أهل أفريقية وما وراءها من المغرب[43]. 7- النهاية والتمام في معرفة الوثائق والأحكام: لأبي الحسن علي بن عبد الله المتيطي الجزيري الأندلسي المتوفى سنة570 للهجرة، كان عالما عمدة محققا عارفا بالشروط وتحرير النوازل[44]. 8- المختصر في الفقه المالكي: لأبي عبد الله محمد بن محمد بن عرفة الورغمي التونسي المتوفى سنة 803هـ، كان ذا دين متين وعقل رصين وحسن إخاء وبشاشة وجه[45]. 9- فتح الفتّاح: لأبي علي الحسن بن رحال المعداني ) صاعقة العلوم(المتوفى سنة 1040هـ فقيه مدقق وعالم محقق، شرح فيه مختصر خليل في 20 مجلداً. 10-المعيار الجديد: لأبي عيسى المهدي بن محمد بن محمد بن الخضر العمراني الوزاني المتوفى سنة 1342 هـ مفتي المغرب، ويعتبر كتابه هذا موسوعة فقهية هامة، ويعرف بالفتاوى الكبرى. 11- لامية الزقاق : لأبي الحسن علي بن قاسم الزقاق الفاسي المتوفى سنة 912 هـ، العلامة المتفنن في علوم شتى العمدة الفهامة[46]، ولاميته في ما جرى بها عمل فاس. 12- تحفة الحكام في نكت العقود والأحكام: لأبى بكر بن عاصم المتوفى سنة 829 هـ، العالم الكامل المحقق المطلّع المتفنن في علوم شتى، المرجوع إليه في المشكلات والفتوى"[47]. 13- مواهب الجليل في شرح مختصر خليل: لمحمد بن محمد بن عبد الرحمان الرعيني الشهير بالحطاب المتوفى سنة 954 هـ، "المحقق المطّلع المتبحر في العلوم نقليها وعقليها"[48]. 14- أوضح المسالك وأسهل المراقي إلى سبك ابريز الشيخ عبد الباقي: لمحمد بن أحمد الرهوني المتوفى سنة 1230هـ، "العلامة المتقن المطلّع، إليه المرجع في المشكلات، وعليه دارت الفتوى بالمغرب"[49]. وقد ألفوا في فقه الحديث كتبا تعتبر من أهم الشروح الحديثية التي اعتنت بتقرير المذهب المالكي وتقعيد المسائل الخلافية مع مقارنته بالمذاهب الأخرى نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: 15-التمهيد لمّا في الموطأ من المعاني والأسانيد والاستذكار: لابن عمر يوسف بن عبد البر المتوفى سنة 463هـ، حافظ، شيخ علماء الأندلس وكبير محدثيها في وقته. 16-المنتقى في شرح الموطأ: لأبي الوليد سليمان بن خلف المعروف بالباجي المتوفى سنة 474هـ، "الحافظ النظّار العالم المتفنن المتفقه على جلالته علما وفضلا ودينا"[50] وهو مختصر من الاستيفاء وهو "أحسن كتاب ألف في مذهب مالك لأنّه شرح فيه أحاديث الموطأ وفرّع عليها تفريعا حسنا"[51]. 17- المعلم بفوائد مسلم: لأبي عبد الله محمد بن علي بن عمر التميمي المازري المتوفى سنة 526هـ، "خاتمة العلماء المحققين والأئمة والأعلام المجتهدين الحافظ النظّار"[52]. 18-اكمال المعلم في شرح مسلم: لأبي الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي المتوفى سنة 544هـ، " قدوة العلماء الأعلام عمدة أرباب المحابر والأقلام، سارت مآثره مسير الشمس والقمر"[53]. 19- المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم: لضياء الدين أبو العباس أحمد بن عمر الأنصاري القرطبي المتوفى سنة 656هـ، "الإمام العمدة العلامة الفقيه المحدث المتفنن الفهامة"[54]. وغير هذه الكتب كثير متنوع. أمّا الأصول فقد كثر التأليف في هذا الفن وأقتصر على بعض كتبه: 20-إحكام الفصول في أحكام الأصول: لأبي الوليد سليمان بن خلف الباجي المتوفى سنة474هـ، ويعتبر هذا الكتاب عمدة 21-المحصول في علم الأصول: لأبي بكر محمد بن عبد الله المعروف بابن العربي المتوفى سنة 543هـ، من أهم كتب الأصول عند المالكية. 22-تقريب الوصول إلى علم الأصول: لمحمد بن جزي الكلبي الغرناطي المتوفى سنة 741هـ وهو كتاب مختصر صنّفه لولده ليقرب له الأصول باختصار. 23-مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول: لأبي عبد الله محمد بن أحمد التلمساني المتوفى سنة 771هـ، كان من أعلام العلماء والأئمة الفضلاء في عصره بإجماع[55].و هو كتاب هام جدا ربط فيه فروع المالكية بأصولهم. 24-الموافقات في أصول الشريعة: لأبي إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي المتوفى سنة 790هـ، " أحد العلماء الثقات الفقيه الأصولي المفسر المحدث"[56]، وكتابه هذا لا نظير له. 25- مراقي السعود: لعبد الله بن الحاج إبراهيم المتوفى سنة 1232هـ، وهو أحد علماء شنقيط البارزين في علوم الشريعة، وكتابه هذا نظم مختصر. أمّا القواعد الفقهية فقد ضربت فيه المدرسة المالكية المغربية بسهمها وأهم هذه الكتب: 26-أصول الفتيا في الفقه على مذهب الإمام مالك: لأبي عبد الله محمد بن حارث بن أسد الخشني المتوفى سنة 361هـ، "كان حافظا للفقه متقدما فيه نبيها ذكيا فقيها فطنا، متفننا عالما بالفتيا، حسن القياس في المسائل"[57]، هو أول ما ألف في بابه. 27- القواعـد: لأبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد القرشي التلمساني الشهير بالمقري المتوفى سنة 758هـ، وهو أحد محققي المذهب الثقات وأكابر فحوله الأثبات، وكتاب القواعد اشتمل على ألف قاعدة ومائتي قاعدة، وهو كتاب عزيز مفيد لم يسبق إليه[58]. 28- ايضاح المسالك إلى قواعد الإمام مالك: لأبي العباس أحمد بن يحيى الونشريسي التلمساني المتوفى سنة 914 هـ، العالم العلاّمة العمدة المحصل الفهامة المحقف المطلع، وله عدة البروق في جمع ما في المذهب من الجموع والفروق. 29- شرح قواعد الزقاق: لأبي العباس أحمد بن علي المنجور الفاسي المتوفى سنة 995هـ، "خاتمة علماء المغرب المتبحر في كثير من العلوم خصوصا أصول الفقه، المحقق الفاضل العلامة العمدة الكامل"[59]، وهذا الكتاب شرح فيه قواعد الزقاق. المبحث الرابع: مصنفات الفقه المالكي في سوس من خلال كتاب "سوس العالمة" الشروح والتلخيصات والمختصرات - شرح المدونة: لعبد الرحمان الجزولي الجرسيفي . - شرح المدونة: لعبد الواحد بن الحسين الركراكي الوادنوني . - شرح المدونة، (قال يذكر)، و الإيضاح على الرسالة القيروانية: لأحمد بن علي الركراكي الهشتوكي . - شرح الرسالة الوسيط، والشرح الصغير: لعبد الرحمان بن عفان الجزولى الجرسيفي السملالي. - شرح الرِّسالة القيروانية، وشرح للتلقين، ومدارج الراغب على مُختصر ابن الحاجب الفقهي، لحسين بن داود التَّاغَاتِيني الرَّسْموكي. - شرح نظم بيوع ابن جماعة: لعبد الرحمن السوسي . - شرح مقصورة المكودي: لأبي بكر بن أحمد التملي. - تعليق على قول خليل: لعمرو المفتي البعقيلي. - شرح جامع بَهرام، وشرح جامع خليل، وحاشية على مُختصر خليل: لعبد الله بن يعقوب الشيخ الجليل. - شرح المقاصة من مُختصر خليل: لأيبورك بن عبد الله بن يعقوب. - شرح التلقين، وتلخيص المقال في بيوع الآجال: لأحمد بن علي البعقيلي، تلميذ عبد الله بن يعقوب. - شرح على مُختصر خليل: لعلي بن أحْمَد الرّسْموكي، قرين عبد الله بن يعقوب. - شرح منظومة في الفقه لبعض الأزَاريفِييِّن: لعبد العزيز الرّسْموكي القاضي البرجي. - شرح المرشد المعين: لمُحمد بن عبد العزيز(الرسموكي). - حاشية على مختصر خليل: لأحمد بن محمد العباسي - فتح العلام في شرح قواعد الإسلام لليوسي: لأحمد بن محمد أحْوزي، نزيل تَامْجرت، التملي الهشتوكي. - كفاية ذوي الألباب في فهم معونة الطلاب للدادسي، وله شرح آخر عليها صغير وآخر وسط، الكل موجود، وحاشية على الرسالة القيروانية، وحاشية على المختصر: لأحمد بن سليمان الرسْموكي الفرضي، نزيل مراكش. - شرح الرسالة القيروانية: لمحمد بن أحمد الحضيكي. - شرح ميراث الرسالة القيروانية، وشرح الزقاقية الفقهية: لمحمد بن محمد بن الحسن الحامدي ثم الماسي. - شرح المرشد المعين: لمحمد بن أحمد بن المرابط الأدوزي - شرح على مُختصر خليل لَم يتم : لأحمد بن عبد الله، البوشِيكري الباعقيلي. - مُختصر شرح العمل الفاسي للرباطي: لمحمد بن إبراهيم النظيفي، نزيل مراكش. - شرح مترجم خليل إلى الشلحة، وشرح أزنَاج بالشلحة أيضا، و شرح على نظم الجشتيمي الفقهي: للْحَاج الْحَسن التَّامْوديزتِي الباعقيلي. - شرح الرسالة القيروانية بالحديث(يذكر): لمُحمد بن مبارك ووشْن الأخصاصي، نزيل القاهرة. الأجوبة والمنظومات -جواب في حكم التبغة: لعبد الله بن يعقوب الشيخ الجليل -رسالة في السؤال عن حكم التدخين بِتَاباغَا -التبغ- :لسعيد بن أبي بكر السوسي وهي التي أجاب عنها السيد عبد الله بن يعقوب. - أجوبة لأسئلة حسين الرَّسْموكي: لداود بن مُحمد التملي - حلة العروس في أجوبة وأسئلة أهل سوس: لأحمد بن سليمان الرسْموكي الفرضي، نزيل مراكش. -شمس البيان في تَحريم الدخان، والعلم المبسوط في حكم بيع المضغوط: لأحمد بن محمد أحْوزي، نزيل تَامْجرت، التملي الهشتوكي. -أجوبة عن مسائل من الشيخ أحمد بن موسى: لأحمد بن عبد الرحمن التَّزْركِيني - أجوبة عن مسائل الشيخ محمد بن يعقوب التَّاتلتِي: لموسى بن مُحمد بن مبارك القاضي في طاطا - مَجموعة أجوبة في الفقه: لأحمد بن عبد الله المفتي الكرسيفي. - أجوبة الشنجيطي نظما: لأحمد بن محمد أحْوزي، نزيل تَامْجرت، التملي الهشتوكي. - منظومة في الفقه و منظومة في الحج : لمحمد بن سعيد المرغيتي نزيل مراكش - نظم في آداب النكاح: لمحمد بن محمد بن الحسن الحامدي ثم الماسي. -نظم فروق القرافي: لمحمد بن مسعود المعدري، ثم البونعماني بعض مؤلفات الفقه وأصوله للعلامة المختار السوسي: 1- المعسول: في عشرين جزءا أشرف على طبعه رحمه الله، وهو موسوعة. 2- تحفة القاضي في بدايات علم الأصول (مخطوط): سبب تأليفه لهذا الكتاب هو المذاكرة التي جرت بينه وبين قاضي إلغ ابن عمه العلامة سيدي الطاهر بن علي بن عبد الله الإلغي. 3- ملخص في الأصول (مخطوط): لخصه في دروس من كتاب إرشاد الفحول، وهو من بين آثار معتقل أغبالونكردوس . 4- المجموعة الفقهية في الفتاوى السوسية: سجل فيه الفتاوى التي عثر عليها للفقهاء المتأخرين غالبا، وقد حاول ترتيبه على شاكلة المعيار، ليكون معيارا ثالثا سوسيا (قامت بطبعه كلية الشريعة بأكادير من اعتناء ابن عمنا المرحوم درقاوي عبد الله). 5- تقييد بعض الرسائل من فقهاء الوقت (مخطوط): تحت هذا الاسم وجدناه في مجلدوسط، وقيد فيه مجموعة من الرسائل لفقهاء الوقت وعدد من الفتاوى السوسية. 6- وشي المطارف في ثبوت الهلال بالخبر الرسمي من الهاتف (مخطوط): وهي فتوى مفيدة في بابها، كتبها بمنفاه بإليغ بعد رمضان 1361هـ، مباحثة حول ثبوت الهلال بالهاتف، لأن الهلال لم ير في إليغ تلك السنة، ثم بعد مرور سنتين أضاف إليها ذيلا أوضح فيه ما وقف على ما يؤيد هذه الفتوى، والتي أيدها كل من الفقيه سيدي الحبيب الصوابي وسيدي أحمد الكشطي وسيدي مسعود الوفقاوي، وعندنا تقرظين لهذه الفتوى. 7- مترجم الأربعين النووية (مخطوط): ترجمه إلى الشلحة السوسية لإحدى أخواته، وفيه أحيانا ما يكون زيادة عن الأصل باستطراد. 8- مترجم الأنوار السنية (مخطوط): ترجمه إلى الشلحة السوسية لإحدى أخواته كذلك. 9- مذاكرة الشيخ الجليل في البحث هل يوجد القتل حدا لتارك الصلاة كسلا من دليل: بحث فقهي في موضوع تارك الصلاة مذاكرة بينه وبين النابغة الطاهر الإفراني، وقد أبدى فيه آراءه الفقهية مع نوع من الاجتهاد. ووجدنا في المخطوط منتسخا للتعقيب الذي ألفه العلامة المدرس سيدي أحمد بن محمد اليزيدي والذي سماه (التاج والإكليل على مفرق مذاكرة الشيخ الجليل أو مناقشة المختار النبيل في مذاكرته للشيخ الجليل) وبه حواشي للعلامة محمد المختار السوسي (مخطوط). 10- معنى الولي في الشرع: كتبه كشبه مقالة في آخر كتابه المخطوط (إتحاف النبيه في بعض مآثر سيدي أحمد الفقيه) – نشرناها ضمن رسالة والده الشيخ الإلغي سيدي الحاج علي الدرقاوي " عقد الجمان لمريد العرفان ". خاتمة لم يأل مالكية المغرب جهدا في نصرة مذهبهم، والسوسيون خصوصا، فالناظر في تراث المالكية بسوس يقف وقفة المذهول، والذي جعلنا نجهل هده الثروة عدم وجود كتب بيبليوغافية[60] لهذه الخزانات. وناضر في كتب العلامة المختار السوسي قد يدرك مدا غزارة الرف السوسي، فقد ذكر رضا الله عبد الوافي المختار السوسي[61] أن والده له كتاب يوسم ب" المؤلفون السوسيون (مخطوط): ذكر ووصف فيه عددا كبيرا من المؤلفات السوسية لزهاء 600 مؤلفا رتبه على القرون." وقد ذكر له مؤلفات أخرى في علماء سوس "كرجالات العلم العربي في سوس": وهو في شكل فهرس لعلماء سوس مرتب على الطبقات ترجم فيه لأزيد من 1815 عالم وعالمة و كتاب"المدارس العتيقة، نظامها، أساتذتها"، وكتاب " سوس العالمة" وغيرها. وهذا الموضوع على ما كتب فيه من مقالات وبحوث فهو ما يزال في بدايته ويحتاج إلى بحوث منهجية تجمعه وتنظم رفوفه. فهرس المصادر والمراجع 1. الإحاطة في أخبار غرناطة: ابن الخطيب، ت: محمد عبد الله عنان، القاهرة، مكتبة الخانجي، 1977. 2. الإحكـام: ابن حزم، ت:جماعة من العلماء، القاهرة، دار الحديث، ط1، 1404هـ. 3. إحكام الفصول: الباجي، ت: محمد عبد الله محمد الجبوري، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط1، 1989. 4. أدب الفقهـاء: عبد الله كنون ،بيروت، دار الكتاب اللبناني، ط2، 1984. 5. الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى: أبو العباس الناصري، ت : جعفر الناصري ومحمد الناصري، المغرب، دار الكتاب،1997 . 6. التمهيد لما في الموطأ من المعاني و الأسانيد: ابن عبد البر ، ت: لجنة من العلماء، ط المغرب، ط 1. 7. دراسات في مصادر الفقه المالكي: ميكلوش موراني ، تر : سعيد بحيري و آخرون ، بيـروت، دار الغرب الإسلامي ، ط 1 ، 1988. 8. الديباج المذهّب: ابن فرحون، القاهرة، دار التراث. 9. ترتيب المدارك وتقريب المسالك القاضي عياض 10. جذوة المقتبس: 11. شجرة النور الزكية: محمد بن مخلوف ، بيروت، دار الكتب العلمية . 12. الصلة في تاريخ أئمة الأندلس: ابن بشكوال ، نشر: عزت العطار، القاهرة، 1955 13. طبقات الفقهاء: الشيرازي، ت: إحسان عباس، بيروت، دار الرائد العربي، ط2، 1981. 14. الفكر السامي: الحجوي ، القاهرة، مكتبة دار التراث ، ط 1، 1396. 15. المعيار المعرب: الونشريسي، أخرجه: محمد الحجي، بيروت، دار الغرب الإسلامي. 16. مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول لشريف التلمساني دار الرشاد الحديثة الدار البيضاء المغرب ط الأولى 2004 17. الـمـقدمة: ابن خـلدون، ت: علي عبد الواحد وافي ، القاهرة، دار نهضة مصر، ط3. 18. نفح الطيب 19. محاضرات في تاريخ المذهب المالكي: عمر الجيدي، الرباط، منشورات عكاظ. [1]انظر حديث رقم : 7719 في صحيح الجامع الصغير [2]الحجوي الفكر السامي القاهرة، مكتبة دار التراث ط 1، 1396، 2/335. [3]ترتيب المداركوتقريب المسالك للقاضي عياض للقاضي عياض 2 /53-54 [4] إمام حـافظ ، بارع في الفقه، سمع عن مالك وسفيان الثوري والليث بن سعد ، أول من أدخل الموطأ إلى المغرب . المـدارك ، 3 / 83 ؛ طبقـات الفقهـاء ، ص 443 . [5] - سمـع من مـالك ومن ابن القاسم ، كان شـديد الأمـر بالمعـروف والنـهي عـن المنكر. ترتيب المدارك 2/ 329 الديباج المذهّب: ابن فرحون، القاهرة، دار التراث 2 / 4 . [6] - هو من أهـل قيروان ، سمع من مالك والثوري ، كان مشغولا بالعبادة ، سمع الموطأ عن علي بن زياد وابن غانم . ترتيب المـدارك 2 / 330 . [7]المذهب المالكي مدارسه ومؤلفاته –خصائصه وسماته 95 [8]أي الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان بن ثابت صاحب المذهب كما ظهر بدرجة أقل مذهب الأوزاعي [9] - ترتيب المدارك 1 / 54 . [10] - هو عبد الرحمان بن عمـرو بن يحمـد الأوزاعـي ( 88 _ 157 ) ، فقيه محدث مفسر ، نسبته إلى الأوزاع من قرى دمشق ، نشأ يتيما وتأدب بنفسه، فرحل إلى اليمامة والبصرة ، ثم نزل بالشام وهناك بقي ينشر علمه إلى أن توفي ، فكان بذلك إمام أهل الشام. تهذيب التهذيب 6 / 286 [11] - تشمـل ليبيا و تـونس و الجزائـر والمغرب، وما جاورها من الدول المتاخمة لجنوب الصحراء . [12]ترتيب المدارك 113/1 [13]ترتيبالمدارك 200/1 [14]ترتيب المدارك 1/254 [15]ترتيب المدارك 1/120 [16]ترتيب المدارك 1/120 [17]ترتيب المدارك 2 / 353، 354 [18]أخرجه الترميذي في السنن كتاب العلـم باب ما جاء في عالم المدينة، ح: 2680 ط: بيروت، المكتبة الثقافية 5 /46. [19]ابن عبد البر التمهيد 6 / 35 ترتيب المدارك 1 / 83 . [20]مقدمة ابن خلدون 541 [21] ترتيب المدارك 1 / 55 . [22] أحمد بن خالد الناصري، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى 1/195. [23] الحميدي، جذوة المقتبس، ص360 ينظر نفح الطيب 2/10 . [24] أبو العباس الناصري الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى ت: جعفر الناصري ومحمد الناصري المغرب دار الكتاب 1997 1 / 194 [25] أي مطلب العوامل التي ساعدت على ظهور المذهب [26] ابن تيمية، مجموع الفتاوى 20 /328 . [27]أخرجه الترميذي في السنن كتاب العلـم باب ما جاء في عالم المدينة ح: 2680 ، ( ط : بيروت ، المكتبة الثقافية ، 5 / 46 ) . [28] ابن عبد البر التمهيد ، 6 / 35 ؛ المدارك، 1 / 83 . [29] مجموع الفتاوى، 20/327، 328 . [30]مقدمة ابن خلدون 541 [31] الونشريسي المعيار 6/357 . [32]محاضرات في تاريخ المذهب المالكي في الغرب الإسلامي صفحة 55 [33]كالمدونة والمستخرجة والموّازية، والموسوعات كالنوادر والزيادات لأبي زيد القيرواني والمنتقى، والمختصرات كمختصر خليل والرسالة لأبي زيد، والكتب الناظمة كتحفة الحكام ولامية الزقاق ونظم عمل فاس وعمل سوس وغيرها. [34]ينظر مباحث في المذهب المالكي بالمغرب صفحة 67 [35]ترتيب المدارك ج1/274 [36]الديباج المذهب صفحة 254 [37]انظر مباحث في المذهب المالكي بالمغرب صفحة 69 [38]ترتيب المدارك ج1/449 [39]انظر شجرة النور الزكية ج1/96 [40]الديباج المذهب صفحة 369 [41]الديباج المذهب صفحة 298 [42]الديباج المذهب صفحة 374 [43]الديباج المذهب صفحة 375 [44]شجرة النور الزكية ج1/163 [45] الديباج المذهب صفحة 420 [46]شجرة النور الزكية ج1/274 [47]شجرة النور الزكية ج1/247 [48]نفسه ج1/247 [49]نفسه ج1/378 [50]نفسه ج1/120 [51]نفح الطيب ج2/69 [52]شجرة النور الزكية ج1/127 [53]شجرة النور الزكية ج1/140 [54]نفسه ج1/194 [55] مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول صفحة10. [56]شجرة النور الزكية ج1/231 [57]الديباج المذهب صفحة 355 [58]شجرة النور الزكية ج1/232 [59]شجرة النور الزكية ج1/287 [60]مثل "جوانب من عناية علماء سوس بالفقه المالكي" د.مصطفي المسلوتي وبعض فهارس مركز نجيبويه للتراث. [61]رضى الله عبد الوافي المختار السوسي دليل مؤلفات العلامة المختار السوسي الطبعة الثانية

د محمد عمارة يتحدث عن: موقف الإسلاميين من الغرب وأسباب ظاهرة الإسلاموفوبيا ..

تعرف على قصة قلم الرصاص

المتابعون